بكاء العاطفة الشديدة والشموع
--------------------------------------------------------------------------------
إحتل الظلام وغيم غرفتي ...
وصرت أنسج همي وألمى بدفتري ...
وكنت أبكي يومها وأنعى بشدة وحدتي ...
فقمت بتثاقل وتضجر شديد ...
وأخرجت من الدرج شمعتي ....
فأشعلتها وسألتها ألا تبصري يا عزيزتى !!!
بكت !!! وقالت أنت تبصر بحرقتي ...
أضيئ لك بحرقةٍ وتصبرٍ
قلت وقد زاد عجبي وحيرتي ...
ما الذي أبكاكِى يا شمعتى ... ماذا تذكري ..!!
أجابت .. أنت أشعلتني فأنزلت دمعتي ..
فسألتني شمعتى .. وما الذي أبكاكَ يا عزيزى بهمٍ وتحسرٍ ..!!
قلتُ .. حبيبَتي أشعلتني فأنزلت دمعتي ...
فعُدتُ سائلاً .. ما الذي حرمَكِ أن تُبصِري ..!!
أجابت .. قد أخفَت عيني دمعتي ...
فبدأتُ أَبكي و أشكي لهاهمى و تكسري ..
يا شمعتي .. لا تبكي فأنا مثلُكِ ..
أبكي لها لأُلين قلبَها المتحجرِ ..
وأُشعلُ لها عيني لتُبصِرَ دربَها المتَعَتِمِ ..
كما تلقين الدَمعَ على صحنٍ مُتَحَجِرٍ ..
وكما تُشعِلينَ عينَكِ لأبصِرَ في ظُلمًتي ..
تحبِسُني هي وبقيدِ الشَوقِ تَأسِرُني ..
وكما ألقيكِ في ظُلمَةِ الدُرجِ ..
أبكي لها وأتهِمُها بالظُلمِ والغَدرِ ..
وأشكو لها ضَعفي وقِلًةَ حيلتي ..
وأُهدِرُ عُمري بالهَمِ والقَهرِ ..
كما تبكين وتُلقين على عاتقي فَقدَ البَصَرِ ..
وكما تشكينَ وتُمِدينَ ظُلمَتي بالنورِ ..
وتُهدِرينَ عُمرَكِ لتجعليني أُبصِرُ دفتري ..
أطفأتُ قلبي بها وأشعلتُ لها عمري ..
وكما ساُطفِئُكِ لو أضاء قِنديلُ غيرُكِ ....
ستُطفِئُني هي لو أضاءَ قِنديلُ غيري ..!!!
وهذا هو بكاء العاطفة الشديدة والشموع .....
م ن ق ؤ ل