لا يقتصر دور الصوم على حرمان المرء من الطعام فحسب بل هو يمنح الجسم فرصةً للتخلّص من السكريات المتراكمة في الكبد والدهون المخزّنة تحت الجلد، ممّا يؤدي إلى تنظيف الجسم والأنسجة وتبديل الخلايا. ولهذه العبادة أثر فعّال في الوقاية والعلاج من بعض أمراض الجهاز الهضمي. ولكن، قد تشكّل وجبات الإفطار والسحور الغنيّة بما لذّ وطاب من المأكولات فرصةً لبعض النساء لاكتساب الكيلوغرامات الزائدة، وبروز البطن. فما هي الخطوات الآيلة إلى تلافي هذه المشكلة الشائعة خلال شهر رمضان؟تدعو اختصاصية التغذية نهلة عبد الله الصائمات إلى المحافظة على مستوى الجهد الذي كنّ يبذلنه من عمل وحركة وساعات نوم، فلا يكون الصوم عذراً للخمول وقلّة الحركة! وتنصح أن تكون عملية إنقاص الوزن متدرّجة وثابتة، عن طريق تلافي تناول الأطعمة ذات الطاقة الزائدة كالدهون والسكريات والنشويات، وإراحة المعدة بعدم الإسراف في استهلاك اللحوم والأغذية الدسمة.بروز البطن وتشدّد على عدم الإفراط في تناول الطعام أثناء الإفطار وملء المعدة، إذ يترتّب على هذا التصرّف الغذائي الخاطئ عدد من المضار الصحية، أهمّها: بروز البطن (الكرش). فالمعدة الممتلئة بالطعام الملتهم بسرعة بعد ساعات صوم طويلة ترتخي عضلاتها وتصاب بالتلبّك، لما تحتويه من مواد دهنية عسيرة الهضم وكربوهيدرات، خصوصاً إذا ما أضيف إليها الماء، فيتبع ذلك انتفاخ البطن وضيق التنفّس الذي يكون السبب في الضغط على الحجاب الحاجز بين البطن والصدر، ليرتفع إلى أعلى ويسبّب عدم تمدّد الرئتين إلى الوضع الطبيعي، فيشعر المرء بضيق في التنفّس وعسر الهضم!
الإفطار المثالي يجب أن تحتوي وجبة الإفطار المثالية على مكوّنات الغذاء المتوازن، وأن تكون سهلة الهضم والإمتصاص، وتعطي شعوراً سريعاً وطويلاً بالشبع، كما يجب أن تحرصي على عدم احتوائها على عدد كبير من السعرات الحرارية.
ومن الأفضل استهلال هذه الوجبة، بتناول المواد السكرية السهلة الهضم والإمتصاص التي تعمل على رفع مستوى السكر في الدم بسرعة، وبالتالي تخفّف إلى حدّ كبير الإحساس بالجوع الناجم عن نقص سكر الدم خلال ساعات الصيام.
وفي ما يلي، نموذج عن وجبة الإفطار المثالية:
إبدئي بتناول التمر مع قليل من الماء أو عصير الفاكهة الطازج، فطبق حساء صغير وشريحة من اللحم الخالي من الدهون أو ربع دجاجة أو ما يساوي هذه الكمية من السمك المشوي، فضلاً عن طبق من الخضر غير تامة النضوج وربع رغيف من الخبز الأسمر وطبق من السلطة الخضراء وحبة فاكهة من أي نوع، باستثناء العنب والتين والمانغا.
السحور يجب أن يمثّل الفول المدمّس العنصر الأساسي في وجبة السحور، وذلك لأنه يبقى في المعدة طويلاً ممّا يقلّل الشعور بالجوع، فضلاً عن احتوائه على مجموعة من الفيتامينات والبروتينات المفيدة للجسم.
وفي ما يلي نموذج للسحور المثالي:
كوب من الزبادي مع ملعقة من العسل الأبيض وخمس ملاعق من الفول المدمّس وربع رغيف من الخبز الأسمر وقطعة من الجبن الأبيض.
ويجدر بك تجنّب تناول المخلّلات والتوابل، لأنها تسبّب الشعور بالعطش أثناء الصوم.
4 نصائح لتجنّب زيادة الوزن خلال رمضان، تنصحك اختصاصية التغذية نهلة
عبد الله بـ : > الحرص على أن تكون وجبة السحور هي وجبتك الرئيسية وليس وجبة الإفطار.
> تلافي شرب كمية كبيرة من الماء البارد عند الإفطار مباشرة فمن
الأفضل تناول حبة من التمر مع قليل من الماء أو عصير الفاكهة الطبيعي.
> تجنّب التهام الطعام بكميات كبيرة، لتلافي الإصابة بالتلبّكات
أو التقلّصات المعوية.
> إستهلال وجبة الإفطار بالحساء، لدوره في تنبيه المعدة لاستقبال الطعام.